https://aljumhuriya.net/ar/2024/09/10/%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%82%d9%84%d9%85%d9%87/
ゴラーニの父の伝記、彼自身による筆致
フセイン・シャラとは誰か?(フサーム・ジャズマーティ執筆)
ここ数年、「ヌスラ戦線」指導者、次いで「シャーム解放戦線」指導者となり、現在は「タハリール・シャーム機構」指導者であるアブ・ムハンマド・ゴラーニは、一部の敵対者が言うような「出自不明の男」ではなくなった。彼の本名はアフマドであり、1967年の戦争後にダマスカスへ移住したゴラーニ家の出身であることが判明している。また、彼の父親が石油分野の経済専門家であるフセイン・シャラであることも明らかになった。
この事実が判明して以降、彼がジハード主義的な環境ではなく、中流階級の保守的で近代的な家庭から出たことに、ある種の驚きが巻き起こった。特に、左派的なアラブ民族主義を掲げていた父親の思想と、2003年にイラクでの戦闘に志願した息子の選択との対比が注目された。このことは、進歩的なアラブ民族主義の失敗と、政治的イスラームおよびジハード主義の台頭を象徴するものだと見る人もいる。
フセイン・シャラの人物像は、彼が公的な生活からある程度距離を置いていたために十分には明らかにならなかったが、数年前から執筆活動が活発化したことで再び注目を浴びた。以前は技術的な内容が中心だった彼の著作に対し、現在は故郷を離れた退職研究者として、自身の政治的な考えを提示するようになった。特に彼の著書『シリア復興の読み解き』では、息子であり「イドリブのスンニ派国家」と呼ばれるものの指導者との思想的な隔たりが明確に浮き彫りになっている。父親であるフセイン・シャラは、政治移行後のシリア問題の解決策として、新しい憲法の制定に基づき、民族や宗教、宗派の区別をなくした民主的な多元主義国家の建設を提案している。その中で、国家の独立と主権の尊重、自由と多様性、政党の自由な活動、法に基づく機関の運営、軍や治安部隊の政治からの排除、そして犯罪者の公正な裁判を求めている。
ドクター フセイン・アリ・シャラの生涯
フセイン・アリ・シャラ博士は、1944年にシリア南部のズウィーヤ地方の首都フィーク(ホーラン)で生まれました。彼の家系は、預言者ムハンマドの家系に連なる名門で、地域住民から尊敬されており、地元の問題解決や調停において重要な役割を果たしていました。また、フランス委任統治時代やオスマン帝国時代には、地方行政や地域の権威者との強い繋がりを持ち、ホーラン地域やヨルダン、パレスチナ、ダマスカスの多くの家族とも親密な関係を築いていました。
父親であるアリ・シャラは大規模な土地所有者であり、フィークの農地の約85%、およそ600ドゥナムを所有していました。さらに、祖父は2000ドゥナムを所有しており、その一部を働き手に分配するなど、土地所有者としての義務を重視していました。彼の家族はまた、1920~1927年のズウィーヤの忘れられた革命でフランス植民地支配に抵抗する闘士でもありました。
青少年期と初期の活動
フセインは幼少期にクッターブ(伝統的なイスラム学校)で読み書きや算術を学び、その後、フィークで小学校から高校3年生まで教育を受けました。1963年4月17日、統一支持派と新しい分離政権との間で対立が激化する中、彼は同世代の仲間たちと共に、地域でのデモ活動の中心的な存在となりました。植権を持つ新政権に抗議するデモが頻繁に行われ、フセインもリーダーの一人として注目されました。
彼の活動は命の危険を伴うもので、デモ中に銃撃される場面もありました。ある日、軍が彼を追いかけて発砲し、間違って若い女性が射殺される事件が発生しました。その後、彼は危険を逃れ、仲間たちと再会しましたが、この事件は地域で広く知られることとなりました。
その後、学校ではデモ活動を巡る緊張が続き、フセインは校長に抗議して再びデモを行うよう学生たちを促しましたが、その結果、彼と他のリーダーたちは逮捕されました。4日間の拘留後、地域の有力者たちの介入で解放されましたが、活動を続ける限り厳しい措置が取られると警告されました。
高等教育と政治的な移動
政治的圧力から逃れるために、フセインはヨルダンを経てイラクに渡り、バグダッドで高校教育を修了しました。その後、1969年にバグダッド大学で経済学と政治学の学位を取得しました。シリアに帰国した後、再び投獄されるも解放され、公務員としての職に就くことを許されなかったため、英語教師や石油分野の経済コンサルタントとして活動しました。
石油分野での活躍と執筆活動
フセインは石油産業において重要な役割を果たし、多くの研究や教育活動を行いました。また、石油と開発に関する著書を執筆し、その内容はアラブ世界で広く読まれました。1979年以降はサウジアラビアで経済研究者として活動し、新聞に経済や戦略に関する記事を寄稿するなど、多岐にわたる執筆活動を続けました。
彼の著書には、『帝国主義と発展の狭間の石油』(1974年)や、『石油とアラブの資金:解放と発展の戦い』、さらには『アラブ世界における石油と発展の未来』など、石油と経済発展をテーマにした作品が多く含まれています。
フセイン・シャラの遺産
フセイン・シャラ博士は、経済学者、研究者、活動家として、シリアやアラブ世界全体に多大な影響を与えました。彼の人生は、政治的困難、地域の変革、石油経済の発展と密接に結びついており、彼の著作や思想は現在でも議論の対象となっています。
フセイン・シャラは著作活動の復帰と並行して、この未発表の文章を執筆し、自身の出自や人物像、形成された背景を紹介している。この文章について、筆者が行った作業は、句読点や誤って落ちた文字や単語の追加、一部の書籍のタイトルに関する脚注の補足と訂正に限られている。
フセイン・シャラは、青年時代に一般的だった三人称の文体でこの文章を執筆した。これは、第一人称の文体が誇張を伴う可能性があると考えられていたからである。この文章は彼の著作の一つの表紙を飾ることはなく、友人や知人の間で配布されるにとどまった。しかし、その文章の文体からは、この文章が彼の名を広めるために書かれたことが伺える。彼は80代で南部の革命や、独立から今日に至るまでの祖国で起こった出来事に関する記録を残そうとしている。
この短い文章は、ゴラーニの父であるフセイン・シャラの人柄を解明する手がかりを提供し、彼の息子である著名な指導者の性格を理解する上での助けとなるだろう。
سيرة والد الجولاني بقلمه من هو حسين الشرع؟ حسام جزماتي
منذ سنوات لم يعد أبو محمد الجولاني؛ قائد «جبهة النصرة» ثم «جبهة فتح الشام» وأخيراً «هيئة تحرير الشام»؛ رجلاً «مجهولَ النسب» كما يقول بعض خصومه. فقد اتّضحَ أن اسمه أحمد، وأنه ينتمي إلى عائلة جولانية نزحت إلى دمشق بعد حرب 1967. وتبيَّنَ أن والده هو الخبير الاقتصادي في مجال النفط، حسين الشرع.
ومنذ أن عُرفَ ذلك ثارَ شيء من الاستغراب لعدم تَحدُّره من بيئة جهادية، بل من أسرة محافظة من الطبقة الوسطى العصرية. وعلى وجه الخصوص ظهرت المفارقة بين توجهات والده، القومية العربية بملمح يساري، وبين الخيار الذي اتخذه ابنه الأصغر منذ أن تطوَّعَ للقتال في العراق في عام 2003. وقد رأى البعض في ذلك تمثيلاً نموذجياً لفشل القومية التقدمية العربية وصعود الإسلام السياسي فالجهادي.
لم تنجلِ صورة حسين الشرع بشكل كاف، نتيجة ابتعاده النسبي عن الحياة العامة، حتى عاد إلى التأليف الغزير منذ سنوات. وخلافاً لكتبه السابقة، التي كانت شبه تقنية، طرح الباحث المتقاعد، الذي أصبح خارج بلده، أفكاره السياسية، وخاصة في كتاب أسماه قراءة في القيامة السورية. وفيه يتضح مدى التباعد بينه وبين خط ابنه الشهير قائد ما يسميه «الكيان السنّي» في إدلب. إذ يرى الأب أن حل المسألة السورية، بعد الانتقال السياسي، يكون ببناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية على أساس المواطنة بلا تمييز في العرق أو الدين أو المذهب، عبر وضع دستور جديد للبلاد يضمن استقلالها، والسيادة المطلقة للشعب، واحترام الحريات والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية عمل الأحزاب، وخضوع المؤسسات للقوانين، وإبعاد الجيش وقوات الأمن عن السياسة بعد تقديم المجرمين منهم لمحاكم عادلة.
وبالتوازي مع العودة إلى التأليف كتب حسين الشرع هذا النص، غير المنشور سابقاً، للتعريف بأصله ونفسه وتكوينه. والذي اقتصر عملي فيه على إضافة بعض علامات الترقيم، وأحرف وكلمات ثانوية سقطت سهواً، وحواشٍ للتوضيح أو لضبط عناوين بعض الكتب التي وقع فيها شيء من الخطأ نتيجة اعتماد المؤلف على ذاكرته.
كتب حسين الشرع هذا النص بصيغة الغائب على عادة الكتب التي ظهرت خلال شبابه، والتي كانت ترى أنّ الكتابة بصيغة المتحدث قد توحي ببعضٍ من التبجح ربما. وزّعَ الشرع هذا النص على حلقة من المعارف والأصدقاء، دون أن يجد طريقه ليكون على غلاف أحد كتبه، وهو ما يوحي أسلوب النص أنه كان الهدف من وراء كتابته؛ التعريف بالكاتب الثمانيني الذي انتقل ليسجل ذاكرة منطقته عن ثورات الجنوب في العشرين، أو رأيه في ما وقع لبلده منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا.
ربما يساعدنا هذا النص، على قصره، في امتلاك بعض الأدوات التي تساهم في فك شيفرة شخصية الجولاني الذي تربى ابناً لكاتبه حسين الشرع:
الدكتور1حسين علي الشرع
ولد في عام 1944 في مدينة فيق2حوران عاصمة الزويّة3جنوب سوريا لعائلة عريقة مشهورة بالعلم ينحدرون من سلالات تتصل بآل بيت النبوة، لهم حظوة عند جميع أبناء المنطقة، ولهم أهمية خاصة في الوجاهة وحل الخلافات، وعند السلطة في القائم مقام، والمحافظة، في زمن الانتداب الفرنسي، وفي زمن السلطنة العثمانية، ولهم علاقات ونسب مع معظم العائلات في منطقة حوران، والأردن، وفلسطين، ودمشق.
والده علي الشرع4كان من ملّاك الأراضي الكبيرة. فأهله كانوا مالكين لحوالي 85% من أراضي فيق، نحو 600 دونم أراضي زراعية، وجده لأبيه5كان يملك نحو 2000 دونم، وكان هناك 2000 دونم وزعها طالب الشرع6على العاملين (80 شخصاً). وكانوا لا يفرّقون بين العاملين وهم أصحاب الملك والملك لله.. والده عمل بالتجارة، أما جده وعمومه فقد كانوا من المناضلين ضد الاستعمار الفرنسي في ثورة الزويّة المنسية عام 1920-1927.
درس في طفولته في الكتّاب عن الشيخ وتعلم العمليات الحسابية. ودرس الابتدائية والإعدادية وحتى الثالث ثانوي في ثانوية فيق.
في 17 نيسان 19637بدأ الصراع يحتدم بين الشعب الذي آمن بعودة الوحدة وبين السلطات الجديدة التي كرست الانفصال واستأثرت بالسلطة. وكان الطلاب في المدارس والجامعة وفي جميع أنحاء سوريا هم القوى المحركة، إذ لا رصيد للحزب والسلطة الجديدة بين أوساطهم عملياً.
كان حسين الشرع، وآخرين من أقرانه، قد بدأوا يشكلون قوة للمظاهرات في منطقتهم المحكومة بالقوانين العسكرية. فالمظاهرات لا تتوقف في أي مناسبة، في عيد الشجرة، في ذكرى وعد بلفور في 2 تشرين الثاني، في ذكرى قرار تقسيم فلسطين في 29 تشرين الثاني، في أي لحظة، وفي أي يوم لا بد من مظاهرات ضد النظام الانفصالي الجديد ورموزه. ليس وراءهم حزب أو تنظيم، ولكنها مظاهرات عفوية، والسلطة كانت تطاردهم بالجيش الذي يطلق الرصاص الحي.
وذات مرة بينما كانوا يطاردون حسين الشرع ورفاقه في حارات مدينة (فيق)، وكانوا يطلقون الرصاص، فأصابوا فتاة وقتلوها -وكانوا يقصدون حسين الشرع- الذي دخل إلى غرفة بابها مغلق، ففتح الباب بقوة وأغلقه، فوجد امرأة مستلقية، فصاحت به، فطلب إليها السكوت حتى يمر؛ لأنهم يريدون قتله، وفعلت هذه المرأة ما طلب منها. وفي خلال دقائق انطلق حسين الشرع إلى غابة زيتون جنوب (فيق) بسرعة فائقة، فالتقى بزملائه الذين كانوا قد ظنوا أنهم ربما قتلوه، فحمداً لله على السلامة. ولما حل الظلام انطلق إلى مدينته، وفي اليوم التالي تم تعطيل الدراسة لثلاثة أيام حداداً على مقتل تلك الفتاة.
بعد ثلاثة أيام عاد طلاب الثانوية وكانوا نحو 600 طالب ثانوي وإعدادي، ومدير المدرسة يستشيط غضباً على حسين الشرع وزملائه: فيصل، وفوزي، وعلي، وأمجد وآخرين من قادة المدرسة.
ففي الاجتماع الصباحي بدأ خطبة تهجمية خاصة، في معظمها التنبيه على حسين الشرع وزملائه، متوعداً بالويل والثبور وعظائم الأمور، فتصدى له حسين الشرع، وخرج من بين الصفوف خطيباً يرد على هذا المدير البعثي، وطلب من زملائه تعطيل الدراسة أيضاً لثلاثة أيام رداً على ما بدر من مدير الثانوية. وفعلاً نفّذ الطلاب جميعهم ما طلب منهم عدا عشرة طلاب كانوا يخافون جداً من الاعتقال، وليس لهم قابلية بذلك.
في المساء تم اعتقال حسين الشرع، واعتقال قادة الثانوية من الطلاب، وزج بهم في الثكنات العسكرية في بلوكوس تحت الأرض تمهيداً لنقلهم لسجن المزة الشهير في دمشق.
لكن أهالي المنطقة وعشائرها والوجهاء تحركوا وتدخلوا لدى السلطات العسكرية: قائد اللواء، وقائد الاستطلاع والمخابرات، وغيرهم.. فتم إطلاق سراحهم بعد أربعة أيام، متوعديهم بالأشد والأقسى إن عادوا للتظاهر، لكن هؤلاء القادة الطلابيين أصبحوا أعلاماً ومناراً، الافتخار بهم في المجالس والمضافات في كل أنحاء المنطقة، حتى من قبل بعض ضباط الجيش، وتم الإيعاز للقادة البعثيين في المنطقة باستيعابهم ومحاورتهم وإدخالهم للحزب لكنه رفض.
ونظراً للظروف السياسية اضطر لمغادرة البلاد إلى الأردن، وكان توجهه نحو القاهرة. لكن الخلافات بين الأردن وعبد الناصر في بداية الستينات لم يوافقوا بعد أن قضى في السجن عندهم قرابة شهرين ونصف وكانت المعاملة كريمة. فخيّروه بين السفر للسعودية أو للعراق فاختار العراق حيث كان عبد السلام عارف8هو الرئيس، فتم استقباله والترحيب به. وأكمل دراسته الثانوية في الإعدادية المركزية، وهي من أحسن المدارس، ونجح فتقدم للجامعة. وكان يفضّل دراسة الهندسة وبسبب الظروف هناك انتقل لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة بغداد وتخرج في السنة الدراسية 1969.
عاد لسوريا فسُجن فيها لفترة ثم خرج. ولم يتم قبوله في وظائف الدولة فعمل مدرساً للغة الإنكليزية في درعا لسنة واحدة، ثم توظف في الشركة العامة للنفط وأصبح مديراً للشؤون الاقتصادية ومستشاراً في وزارة النفط. وأنجز مجموعة من الدراسات عن قطاع النفط في سوريا، وثقف الكثيرين من موظفي الدولة بقطاع النفط، وقد زاره الكثير ممن يدرسون في الخارج من طلاب الماجستير والدكتوراه. وفي تلك الفترة ترشح لعضوية مجلس محافظة القنيطرة9ونجح10. وفي العام التالي 1973 ترشح لمجلس الشعب ولم يُوفق لأنه غير حزبي بعثي.
بقي في قطاع النفط السوري حتى العام 1979، ثم تعاقد مع وزارة البترول السعودية بوظيفة باحث اقتصادي. وقبل أن يذهب للسعودية أنجز كتابين؛ الأول عن «النفط بين الإمبريالية والتنمية» ونشر في لبنان في عام 197411، وأتبعه بكتاب ثان عن «البترول والمال العربي في معركة التحرير والتنمية»12. وفي السعودية، بالإضافة لوظيفة الباحث الاقتصادي، أصبح يكتب مقالات سياسية واقتصادية واستراتيجية في جريدة «الرياض» من 1980 إلى 1986، ثم انتقل للكتابة في جريدة «الجزيرة» حتى استقال من عمله عام 198813. وقد ألّفَ مجموعة من الكتب المهمة منها «النفط ومستقبل التنمية في الوطن العربي»14و«النفط ومستقبل التنمية في المملكة العربية السعودية»15، ونشرت هذين الكتابين دار العلوم16في 1983 و1983. ثم كتاب ثالث17عن دار الثقافة والفنون السعودية18وعنوانه «الاقتصاد السعودي في مرحلة بناء التجهيزات الأساسية دراسة الخطط الخمسية من 1960 إلى 1985»19.